سايه صيدال.. صوت حقوقي لم تُسكته عتمة السجن في طهران

سايه صيدال.. صوت حقوقي لم تُسكته عتمة السجن في طهران
الناشطة الحقوقية الإيرانية د. سايه صيدال

واجهت الناشطة الحقوقية والدكتورة في القانون الدولي، سايه صيدال، المعروفة أيضًا باسم مهوش صيدال، قدرها خلف جدران سجن "قرتشك" السيئ السمعة في إيران

لم تكن رحلتها إلى الزنزانة نتيجة جرم اقترفته، بل نتيجة صوت رفعته دفاعًا عن كرامة الإنسان، وعن حرية من تُكسر أرواحهن خلف القضبان في بلدٍ لا تزال فيه المطالبة بالحق تُعد جرمًا، والنطق بالحقيقة يُقابَل بالجلد والتنكيل، بحسب ما ذكرت شبكة "إيران إنترناشيونال"، اليوم الخميس.

درست سايه القانون الدولي، وآمنت بأن العدالة ليست مجرد نصوص، بل منظومة يجب الدفاع عنها مهما كان الثمن.. استخدمت قلمها كأداة توثيق، ولسانها كسلاح ناعم ضد التعذيب والإذلال. 

وكتبت تقارير من داخل السجن كشفت فيها أساليب التعذيب النفسي والجسدي، وحالات الحرمان من العلاج والرعاية، والتجويع المنهجي، ووصفت بالتفصيل المعاناة اليومية التي تتعرض لها المعتقلات السياسيات.

تحذيرات من موتٍ وشيك

لم تقف صيدال عند حدود الدفاع عن نفسها، بل سخرت صوتها للدفاع عن زميلتها المعتقلة بخشان عزيزي، التي تتعرض منذ أشهر لانتهاكات مروعة وممنهجة

حذّرت سايه، عبر رسالة مسرّبة نُشرت على "إنستغرام"، من أن عزيزي باتت قاب قوسين أو أدنى من الموت، بعد تعرضها لتعذيب نفسي وروحي وجسدي متواصل في سجن قرتشك.

وقالت بجرأة: "زمن الحسابات والمجاملات قد ولى، السكوت اليوم خيانة". 

مأساة إنسانية وشيكة

وجّهت صرختها إلى المجتمع الدولي، محذّرة من مأساة إنسانية وشيكة، إن لم يتحرك العالم لإنقاذ بخشان، ونساء كثيرات مثلها.

اشتهر سجن قرتشك، الواقع في صحراء ورامين، بكونه واحدًا من أسوأ السجون النسائية في إيران، حيث تغيب الرعاية الطبية، وتُمارس أقسى أشكال التعذيب والإذلال. 

ووثّقت صيدال عشرات الشهادات والانتهاكات التي عايشتها بنفسها أو سمعتها من المعتقلات، مطالبة بتحقيق دولي، وبفرض رقابة أممية على أوضاع السجون الإيرانية.

صوت لا يُسكت

رغم أن الجدران سُدت، والزنزانة ضاقت، والحرية سُلبت، لم يخفت صوت سايه صيدال، ما زالت كلماتها تتسرب من وراء القضبان، كأنها أوراق حرة تنفلت من بين الأصابع الحديدية للسجانين. 

لا تسعى صيدال إلى شهرة، بل إلى كشف الحقيقة، حتى وإن كانت كلفتها السجن أو النفي أو الموت البطيء.

لقد تحوّلت من سجينة إلى رمز للحقوق، ومن امرأة خلف القضبان إلى مرآة لعذابات آلاف النساء اللاتي لا صوت لهن في إيران، ومن أستاذة قانون إلى مناضلة حقوقية تُذكرنا بأن القانون بلا حرية يُصبح أداة قمع، وبأن المرأة التي تقاوم الظلم من داخل جحيم السجن أقوى من كل أنظمة القمع.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية